الاثنين، 21 فبراير 2011

بطل من مصر


هل يعرف أى منا ما هى مصر ؟

مصر التى جرى حبها فى عروقنا مجرى الدم منذ صغرنا ، ربما لم ننتبه إلى ذلك ، ولكنه موجود ، مثله مثل حبك لأبيك أو أمى الذين تضجر من توجيههم لك وربما يظلمونك أحيانا ويزداد ظلمهم فتزداد كراهيتك ولكنهم فى النهاية فى قلبك ، وحين تحس بأن أى منهم فى خطر ، فإنك تنهض مضحيا بكل نفيس وغال حتى تدرأ عنهم الخطر .

هذا ما شاهدناه فى الأيام السابقة وخلال الأحداث المتلاحقة ، فقد وقف الشباب بكل بساطتهم ، وهدوءهم ، وعلمهم فى وجه طغيان عات ، استشهد منا من استشهد ، دفناهم مودعين إياهم ، واعدين ان لا تضيع أرواحهم هباء .

وهناك من إخواننا من أصيبوا إصابات متفاوته ، ينتظرون الكثير من الدعم ، صحيح أنه قد تم تقديم الكثير ، ولكنهم يريدون أن يروا أكثر ، فالحدث كبير والدعم لابد أن يكون على مستواه ، ولا أريد أن يتخيل أحد أن هذا الدعم سيكلف ، فالدعم المعنوى هو المطلب الأساسى ، أن يروا أن ما فعلوه له قيمة ، وأن حقهم لن يضيع هباء ، وهذا لا ينفى أن لهم علينا حق  الدعم المادى وإن لم يكن مطلبهم .

أبدأ بالحكاية عن أسامة ، صبى فى الرابعة عشر من عمره ، من البساتين هو ، سمع أن الشباب فى التحرير يتم ضربهم على مدى أيام ، والكل يدعوا إلى جمعة الغضب فقرر أن يكون له دور فى حماية إخوانه وأن يقف معهم فى مواجهة آلة الطغيان التى لم تراع أن ما يقوم هؤلاء الشباب هو عرض أفكارهم ، والفكر لا يقابل بالقوة ، والعقل لا يدحض بالعصا ، ذهب إلى هناك وصلى الجمعة مع الشباب ووقف معهم حتى بدأ الضرب ، فكان يجرى هنا وهناك ويساعد الناس ، ويرمى الحجارة ، وهو مذهول أن هذا يحدث فى مصر ويتصور أن اسرائيل احتلت القاهرة فلا يمكن أن يكون هناك مصرى بهذه البشاعة فى التعامل مع أبناء وطنه ( والكلام على لسانه مع التصرف فى اللغة ) ، كيف طاوع قلب هؤلاء باستخدام هذه القوة المفرطة ، وبينما يتنقل هنا وهناك كانت اللحظة الفارقة ، فوجئ بالنار تخترق ذراعه ، وجسده يطير بعيدا ، والناس تلتف من حوله ، لم يفهم ماذا حدث ولم يمنحه وعيه الوقت الكافى كى يستوعب أنه أصيب ، فقد الوعى وحين أفاق كان فى القصر الفرنساوى وذراعه عولجت ووضعت فى جبيرة لكسر فى العظام ، وعاد إلى منزله ثم عاد إلى المستشفى من جديد ، وهو الآن فى القصر الفرنساوى بالدور الخامس ، ويعتبر أن ما حدث وسام على صدره ويقول : أنه قد حكى بكل الفخر أن هذه الإصابة فى سبيل وطنه ، حكاها لأصدقاءه وأقربائه ، وينوى أن يحكيها لأبنائه كما يسمع حكايات من مقاتلى أكتوبر عن أيامهم .

تركته وأنا أشعر بالفخر أننى من شعب يضم أمثال هذا الصبى وأن اسمى على اسمه ، ثم عبرت إلى آخرين ، ولكن ...لهم حكايات أخرى .


هناك 3 تعليقات:

موناليزا يقول...

من ضمن حاجات حلوة كتير حصلت ان شبابنا الصغير وأطفالنا بقى عندهم حب وانتماء لمصر بطريقة حية وملموسة

احنا زمان كنا بنتفرج على أفلام نصر اكتوبر وعينينا تدمع من احساسنا وقتها بالعزة
حتى اللى ملهمش فى الكورة كانوا يحبوا المنتخب يفوز عشان نسمع أغانى عن مصر
دلؤتى الوضع اختلف وبقي فيه سبب قوى يخلينا كلنا نفتخر بمجاراتنا للأحداث الجارية

الازهرى يقول...

موناليزا

أعارضك شوية
الحب الوطن كان موجود جوانا كتير
كل اللى كنت بتكلم معاه كان بيقوا إنه كان بيحب مصر بس مخنوق من الضغط الواقع عليه

الشعب كان مغيب جدا عن بلاده بس الحمد لله رجع لها

dalia يقول...

أزهري ازيك؟
موضوع جميل انا قرأت ما كتبته شمس النهار ومبسوطه انك كتبت حاجه عن المصابين بس انت مشفتش غير بس الشاب ده، محكتش ليه عن باقي المصابين؟
انا اقترحت اننا نقوم بزيارة أخرى الى الفرنساوي ياريت تتفقوا وتقول لي
مع تحياتي