الأحد، 21 يوليو 2013

وعى الشعب !!!!




أمر عجب يتكرر بشكل مضحك مبكى  ، السخرية من الشعب واتهامه بالجهل و و و و و ..... من التهم التى كثرت هذه الأيام بسبب عدم مساندته لما اصطلح بأن يسمى ( الشرعية ) ووقوفه إلى جانب ما اصطلح على تسميته ( الإنقلاب ) ، ولن أناقش أيا من المسميين وأتمنى ألا يجعله أحد محور النقاش فى هذه التدوينة ولنرجئها لتدوينة أخرى .
أناقش هنا التذبذب فى القول بوعى الشعب ، العام الماضى كان الشعب مغيبا باسم الدين ويرضى بالسكر والزيت على الحرية ، هذا العام الشعب مغيب بالجوع والإعلام ويحب البيادة ويتمنى العبودية .
وسأذكر أربع  أمثلة ( حديثة ) هى من الأمثلة التى ترد على ذهنى سريعا كلما هاجم أحدهم وعى الشعب المصرى :-
 أولا : موقف المصريين من والذى أسموه ( هوجة عرابى وليس ثورة عرابى ) وظلت تلك التسمية حتى الثلاثينيات من القرن الماضى سارية حتى غيرها المثقفون إلى ثورة عرابى ، فقد رفضها الشعب وقتئذ ولم يعترف بها .
ثانيا  : موقف المصريين من إنشاء جامعة القاهرة والمساهمة فيها .
ثالثا : موقف المصريين من إنشاء تمثال نهضة مصر .
رابعا : موقف المصريين من إنشاء بنك مصر .


الأحد، 16 يونيو 2013

عن الأمل - 30 يونيو




تداولنا بعض الأراء مع صحبة جميلة ورأيت أن أكتبها . فربما هناك من يجد فيها شيئا ، وأعتذر لأنها ستكون مجرد كلام مفكك يجمعه فقط  ، أننى من أكتبه .
أرى الكل يتحدث ولا أحد يتوقف ليرى ما يتحدث عنه ، الكل يتحدث عن الثورة ولا أحد يدرك ما الثورة ، بداية أسقط كل المزايدات عن من قام بها ، فحتى أبناء مبارك شاركوا فى الثورة وفى إنجاحها ، فلولا منطقهم السخيف فى الرد على من كانوا فى الميدان ( وأحاديث البيتزا وغيرها ) والتى جعلت البسطاء يتضامنون أكثر وأكثر مع من فى الميدان لخسرنا الكثير ، والشرطة كانت فى القلب ( كما حدثنا الرئيس ) فلولا عنفها المفرط لما اشمئز الشعب من ذلك وغضب ونزل ليكتسحها من طريقه ويثبت لهم أن العنف المفرط لن ينفع وأن الدماء غير مقبولة . البسطاء الذين وقفوا فى اللجان يحمون القرى والمدن ليفسحوا المجال لمن فى الميادين ليقفوا ويتكاتفوا ويسقطوا الظالم شاركوا ، الرافضين الذين نزلوا بعد الجمل أفواجا حتى ضجت بهم الميادين منعا لأى عنف آخر شاركوا .
ولكن لنسأل أنفسنا سؤالا ، هل كل من شارك له نفس العقل والتفكير  ؟؟؟
وقبل أن يشط العقل فى التفكير فى معنى السؤال أجيبه ببساطة
ليس الجميع  وأزيد مخالفا من يقول بأ المثقفين أوعى  من الشعب بما يريد وأنه شعب جاهل ..... إلى آخر تلك الشعارات التى نسمعها ، وأرى العكس ، وما أراه هو عن بينة لمحاوات مبسطة أجريها دوما مع الطبقة البسيطة من الناس ، هم يرو ويعرفون ويتابعون وربما بشكل أدق من النشطاء والمثقفين لأنهم خارج إطار الصورة فيرونها بشكل أوضح ، ولطالما استمعت منهم إلى تحليلات ذهلت منها  ، لكن ولأن الطبقة المثقفة اعتادت الإقصاء فهى وبكل اطيافها تعتبر من ضدها لا يفقه ومن ليس معها فهو بالضرورة ضدها .
وقبل أن يرسل أحد صيحات الإستهجان أسرد موقفين ربما يظهر منهما ما يببين ما أقول ، فى الثامن والعشرين من يناير كان كل من يتحرك فى اتجاه الميادين وحتى صلاة الجمعة منبوذ من الناس وعميل وخائن ويريد هدم الدولة ، ومن عاش ذلك اليوم يعلم عن ماذا أتحدث  ، وبعد الإشتباك وإبراز النظام لأنيابه وتساقط القتلى والجرحى فوجئ الجميع بالكثير من البسطاء ينزلون سريعا لنجدة المتظاهرين ووقفوا وقفة صلبة ومات الكثير .
وهنا وقبل أن يأتى أحد بشعار أجوف من أنهم نزلوا ضد ظلم استمر أعوام ومطالب مشروعة وغيرها أنبئه بأنه لو كان الأمر كذلك لما كان الميدان فارغا يوم التاسع والعشرين حتى العصر وحتى بعدها لم يمتلئ كثيرا ، والأيام التى بعدها كذلك ، حتى بوم 1 فبراير لا أعتبره نصرا لإن حشوده كانت مدعوة ، ولكن بعد أن تبين كذب الطاغية يوم 2 فبراير نزلت جحافل أجبرت الكل على الإنسحاب وعدم التعرض ثانية لمن فى الميدان وساد الهدوء من جديد حتى اللحظة الأخيرة .
شعبنا رائع وليس معنى أنه لا يتفق معك فى حساباتك أو له توقيتات تخالفك أنه سئ، إرجع إلى تاريخك تعرف  وترى مستقبلك .
نأتى لليوم المرتقب 30 يونيو  رأيي الشخصى أننى مع النزول ، ولكن أيضا أقول بأ الطرف الآخر مخطئ بما يفعل ولكن لا أخونه ، وليست تلك ميوعة لأن آرائى ليست جديدة والكل يعرفها ، أنا أرى أن الوطن هو مجموعنا  وحتى صراعنا أثبت أنه مفيد لأنه يميز الخبيث من الطيب وعلى مدار عامين تساقط الكثير ممن كنا نعتبرهم رموزا وبرز آخرون وسيقط ثانية من يسقط ، ولمن يقول بأنه قد تعب أو أرهق أو غيرها أقول له ان الشدائد تختبر الرجال  وأن ما نحن فيه هو نعمة لأنه يأتى بمصر أقوى وأنقى ومتخلصة من كل الشوائب ، أما من يستعجل الأمر فلن يجنى سوى منتج معيوب وبه الكثير من الخلل .

وفى الهاية أٌقول للجميع ، ليطرح كل منا ما لديه بدو تخوين أو تجهيل ، ولنتذكر أن الحكم فى النهاية للشعب ، فمن سيسانده الشعب ويؤازره سينتصر وتكون له الكلمة الأخيرة .

الأحد، 28 أبريل 2013

مقتطف رائع مصر

من كتاب
الفكر المصرى فى العصر المسيحى
 
من حقك أن تغضب لمصر ، فهذه النسبة التى تلحقها بمن حكموها يغمطها حقها ، ويخالف تماما واقع التاريخ ، فليست مصر التى تلونت بلون من قدم إليها من هنا وهناك ، ولكن العكس هو ما حدث ، فكل هذه العناصر التى جاءت إلى مصر ، وقفت مصر إزائهم موقفين لا ثالث لهما ، إما أن تحتضنهم وتحتويهم وتستخرج منهم أفضل ما فيهم ، فيصبحوا مصريين بالموطن ثم بالمولد والموطن ثانيا  إذا طال بهم المقام ، وصفا لمصر معهم عيشها ، وتلك سمت جمعت كل كل من جعلوا فى مصر قاعدة دولتهم وحاضرة ملكهم وحكمهم .

الثلاثاء، 12 مارس 2013

الحدود 4


 
الدفاع عن الحدود يستلزم فكرا استراتيجيا قويا ونظرة واسعة للأحداث الجارية ، فالدول لا تدار بأسلوب الحارات والمصاطب ، والحروب تدار وفقيا لاسترايجيات تتغير على الدوام ولا تظل ثابتة ، ولمصر النصيب الأعظم فى تغيير تلك الإستراتيجيات بل والتكتيكات الحربية أيضا ، وللمحارب المصرى ( وليس المقاتل ) الفضل فى تغيير نظرة العالم إلى الحروب والمعارك وإدارتهم .
ولندع مثالا بسيطا يتحدث ، معركة السويس 1956 ، كانت تلك المعركة من أعظم معارك القرن ، وعدها بعض المؤرخين علامة فاصلة فى التارخ الحديث ، وإذا كانت الحرب العالمية الثانية أنهكت أباطرة مثل ألمانيا واليابان وفرنسا وبريطانيا وأخرجتهم من الصراع العالمى وأدخلت أمريكا والإتحاد السوفييتى ، فمعركة السويس أخلت فكر القتال المركب أو المعارك اللامنطقية إلى الفهم العالمى مما نشأ عنه تغييرات جذرية فى الخريطة الكلية للعالم .
فلقد أرست تلك المعركة وما دار فيها مفهوم القوة الصغيرة مقابل القوة الضخمة المسيطرة وأنه يمكن الصمود بل والإنتصار عليها ، وهو المبدأ الذى صاغه المفكر الإستراتيجى ( كلاوزفيتس ) فى أحد كتبه وكان مثال السويس ومن بعدها فيتنام وغيرهم المثال الأوضح على ذلك .
وهذا المبدأ هو الذى حكم كل الصراعات التالية حتى بين  القوى العظمى فى مختلف أنحاء العالم ، وهو ما رأيناه فى أفغانستان والشيشان ونراه فى فلسطين ، إنه مبدأ ( الحجر مقابل الدبابة ) إن صح التعبير ، وفى كل الدراسات الحديثة تم اثبات أن الحجر هو المنتصر فى النهاية .

الاثنين، 18 فبراير 2013

الحدود 3




معنى الحكم والإدارة أكبر مما يستخدمه الناس فى حياتنا المعاصرة ، فالحكم ليس أن تكون رئيسا لهيئة فتحكمها بل لتديرها ، أما الحكم فهو الإطار العام الذى يصيغ تلك المؤسسة ويشارك فى الحكم كل من بتلك المؤسسة وبلا استثناء وسواء رفض أو قبل بذلك فئة منهم فهو واقع سقط كل من حاول تغييره أو الإلتفاف حوله لأنه غير جائز والتاريخ طويل ، وأدلته أكثر من أن تحصى .

وأما الإدارة فهى منوطة بمجموعة تحت  تعريف معين يختلف باختلاف الهيئة وشروط خاصة تجمع بين الإدارة والمقدرات التى يديرونها ، ويضع الشروط أصحاب العمل ويقبل بها من قبل الإدارة ، ولا تزال العلاقة قائمة ما قام كل منهم بدوره .

وفى مصر توالت علينا إدارات كثيرة وقد اعتقد البعض أنهم حكام طبقا لتعريفات تم إطلاقها ولم يحاسب من أطلقها ، ولكن الحقيقة مغايرة تماما لذلك ، فلم يحكم مصر عبر تاريخها أحد غير شعبها ، وحتى الغزاة الذين قدموا من الخارج لم يستطيعوا أن يحكموها ، فالمعادلة فى مصر بسيطة ، وربما كانت بساطتها هى التى جعلت من تحقيقها مستحيلا ، فشروط العقد أن يوفر من يدير البلاد ما يجعل المصرى متفرغا لهدوءه الذى اكتسبه عبر الزمن وبعد قرون طويلة من الصراعات وصلت به إلى أن يفهم أن الحضارة تبنى فى الهدوء وليس على أسنة الرماح ، وهو على استعداد أن يدفع له ما يرضيه بل ويدافع عنه ويقويه إذا حدث ما يضعفه ، ولكن .. إذا ما حاول أن يكون حاكما ويدير الدولة على هواه فمصيره الإستبدال ، ولنا فى التاريخ أعظم العبر .

الخميس، 14 فبراير 2013

الحدود 2



لقد انتبه ملوك مصر الأقدمين إلى ما تتميز به من خصائص ، وكان لهم نظرة استراتيجية غاية فى العمق حين رسموا حدودها ، ورسم الحدود فن قل أن نجد من يجيده عبر التاريخ ، فكان الحد الشرقى لمصر يبدأ من شاطئ الفرات والحد الغربى يبدأ من قرطاج ( الجزائر وتونس ) أما الحد الجنوبى فكان أثيوبيا والشمال كان البحر بما فيه من أمور وإن لم يمنعهم من التعامل مع جزر قبرص وغيرها .

وكان المصرى القديم يأبى الحرب وما زال الحديث كذلك ولا يبررها إلا فى ظروف خاصة ( ورحم الله القائد الرائع عبد المنعم رياض حين انتبه إلى ذلك ورفض أن يقبل وساطة الروس فى هدنة عام 1968 م وقال : دع الشعب يعرف مذاق الدم  ) فكانت وسيلته لفرض السيطرة والنفوذ عن طريق التبادل التجارى بشكل أساسى وعن طريق العلاقات الإجتماعية والتعليمية وغيرها .

وهذا كان تأمينا استمر لقرون طويلة فاعلا وفعالا وضمن لمصر الفرعونية استقرارا لم يقطعه سوى بعض من منغصات لم تستمر كثيرا ، وحين تنازل المصريون عن تلك المقومات ( معرفة الحدود ، وحمايتها ) كان السقوط المتتالى الذى أدى إلى سقوط الدولة الفرعونية ونهايتها ، وبداية الدول الأخرى التى حاولت إدارة مصر ولم يستطع الكثير منهم أن يفعل لأنهم افتقدوا المقومات الأساسية لذلك .

الثلاثاء، 12 فبراير 2013

الحدود 1


الحدود 1

تنبع فكرة الحدود من فكرة أخرى تسبقها ( الأمان ) ، فحدود الإنسان هو الحيز الذى يشعر فيه بالأمان من أسرة وصحبة وغيرها ، وحدود المنزل ليست جدرانه ولكه الحيز الذى يسمح له أن يشعر بالهدوء والسكينة من جيران ممتدين ولذلك كان حديثى الرسول صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان .... ) ( ما زال جبريل يوصينى بالجار .... ) .

ولذلك وحين يتحدث أحدهم أن دولة ما يحدها من الشرق والغرب والشمال والجنوب كذا أشعر بالدهشة والتى تتحول سريعا إلى الإستياء حينما يبدأ هذا الفرد فى حساباته كلها بين تلك الحدود وكأنه لا تأثير متبادل بينها وبين ما حولها ، بل وبينها بين البعيدين عنها ممن ترتبط مصالحهم معها ومع جيرانها .

وتتميز مصر إلى جانب تلك الحدود الطبيعية للدول بمكانة خاصة نظرا لموقعها الجغرافى والتاريخي ( وهما منفصلان ويتصلان فى أمور معينة فقط ) يجعل التبادل بينها وبين الكثير من الدول على أشده وربما يكون للعداء النصيب الأكبر من هذا التبادل رغما عن الجميع ، فهى مطمع وهى منيعة فى نفس الوقت ومهما اعتبر البعض أنه قد أخذها أو سيطر عليها أو أصبح مالكا لقرارها أو أى من تلك الأمور ، كانت صدمته المريعة حين يجد نفسه طريحا تحت أقدامها .

أعرف أن البعض ممتعض من تلك الكلمات وربما لم يكمل حتى يصل لتلك النقطة من الأساس نظرا لما يدور فى الساحة مما يظنه البعض نهاية للأحداث وسقوطا فى شرك لا فكاك منه وضياع لمصر وتغييب لشعبها وما إلى ذلك من المفردات المستخدمة والتى تثير لدى من الضحك الكثير والكثير ، ليس سخرية من قائليها ولكن لتكرارها مع ما قيل عدة مرات عبر عصور مختلفة ، إنه التاريخ يا سادة ، فلنعتبر .