لقد انتبه ملوك مصر الأقدمين إلى ما تتميز به
من خصائص ، وكان لهم نظرة استراتيجية غاية فى العمق حين رسموا حدودها ، ورسم
الحدود فن قل أن نجد من يجيده عبر التاريخ ، فكان الحد الشرقى لمصر يبدأ من شاطئ
الفرات والحد الغربى يبدأ من قرطاج ( الجزائر وتونس ) أما الحد الجنوبى فكان
أثيوبيا والشمال كان البحر بما فيه من أمور وإن لم يمنعهم من التعامل مع جزر قبرص
وغيرها .
وكان المصرى القديم يأبى الحرب وما زال الحديث
كذلك ولا يبررها إلا فى ظروف خاصة ( ورحم الله القائد الرائع عبد المنعم رياض حين
انتبه إلى ذلك ورفض أن يقبل وساطة الروس فى هدنة عام 1968 م وقال : دع الشعب يعرف
مذاق الدم ) فكانت وسيلته لفرض السيطرة
والنفوذ عن طريق التبادل التجارى بشكل أساسى وعن طريق العلاقات الإجتماعية
والتعليمية وغيرها .
وهذا
كان تأمينا استمر لقرون طويلة فاعلا وفعالا وضمن لمصر الفرعونية استقرارا لم يقطعه
سوى بعض من منغصات لم تستمر كثيرا ، وحين تنازل المصريون عن تلك المقومات ( معرفة
الحدود ، وحمايتها ) كان السقوط المتتالى الذى أدى إلى سقوط الدولة الفرعونية
ونهايتها ، وبداية الدول الأخرى التى حاولت إدارة مصر ولم يستطع الكثير منهم أن
يفعل لأنهم افتقدوا المقومات الأساسية لذلك .
هناك تعليقان (2):
شكرا علي هذه المعلومات
اظن ان هذه اول زيارة مني لهذه المدونة
تحياتي
مقال رائع , و لقد أعطى الله مصر مناخاً و موقعاً ممتازين و لكننا لا نحسن الإستغلال للأسف ..
يسعدني أن تقوم بزيارة مدونتي .. تحياتي :)
إرسال تعليق