قامت الثورة الفرنسية بواسطة شعب فرنسا وحققت أول نتائجها وسحقت الملكية وأعدمت الملك والملكة والنبلاء ورموز الفساد ، ثم ..؟
بدأ الثورة تكشف عن الفوضى وبدأ كل من يشك فى انتمائه للملكية يقدم إلى المقصلة ، وبالتالى بدأ كل من يجد خصومة مع انسان لا فكر له أواتجاه يتهمه بالإنتماء إلى الملكية وأعدم الكثيرين ممن ثبتت برائتهم بعد ذلك وأنه لا علاقة بالملكية ، ثم ....؟
بدأ الثوار فى الإختلاف فيما بينهم وبدأ بعضهم فى إعدام البعض حتى أعدم روبسبير صديقه المقرب دانتون لإختلافه معه فى طريقة إدارة الأمور وبحور الدم التى سالت بلا ثمن على الإطلاق ، وبعد قليل تم اغتيال روبسبير نفسه وضاعت معانى الثورة وعمت الفوضى حتى تم وضع دستور جديد وأحيل الأمر إلى من تمكن من السيطرة عليه .
هذه دروس يهديها إلينا التاريخ كى نتعلم منها وان نقف قليلا كى نتفكر فيها ، ما الخطوة القادمة ؟
لقد بدأت محاكمات لفاسدين من النظام السابق ولكى نضمن الحيادية فنحن لا نطالب بإعدامهم بل بمحاكمتهم وإعدام من يثبت فساده منهم ، لا نريد بحارا من الدماء لا طائل من ورائها ولن يستفيد منها سوى أعداء الثورة ، لا نريد أن ينقلب السجين جلادا ، ولا يكون المظلوم ظالما ، ولا أن يصبح طالوت جالوت ، فقط قمنا بما قمنا به ، واستشهد من استشهد منا كى يصوغوا عالما تسود فيه العدالة ، كى يصنعوا بداية لمصر أفضل .
لن أنسى قبل يومين عندما أقمنا لقاءا صغيرا مع إخوة عدد من الشهداء من أصدقائنا ، حين تحدث أحدهم فقال : كنت مع أخى وفوجئت بسقوطه وحملته مع أحد الناس جانبا كى نرى إصابته وعلمت أنه استشهد فأسندته جانبا ومضيت كى أدافع مع زملائى ضد القوة الغاشمة التى تهاجمنا ، ولم أستوعب مع الكثيرين كيف يتكلم عن هذا ببساطة ، وترجم أحدنا دهشتنا لسؤال ، فرد قائلا : لأننى لو كنت مكانه ووقف يندب على وترك الدفاع عن إخوانه فسأعتبرها خيانة لكل ما آمنا به وجئنا نحارب من اجله ، القضية أكبر منه ومنى ، القضية هى قضية بلادنا .
وكادت العبرات تنسدل من عينى و انا أتذكر أحد الشهداء ، كان زميلا لى فى الجامعة ، وكان ساخطا وكنا نتناقش طوال الوقت عن بلادنا وما نريده لها ، وماذا إذا أصبحنا رؤساء ، أو رجال أعمال ، أو أو أو ..، تذكرت حلمنا ببناء بلادنا وتذكرت يوم 26 يناير حين تقابلنا فى الميدان ، وضحكت كثيرا حين احتضنى وهو فرح أنه قد شهد يوم نهضة بلاده بعينه ، لم يكن يعلم أن الله تعالى قد كتب له أن تروى دمائه أرض بلاده يوم 28 يناير ، ولو علم لما تردد لحظة ، فكل نقطة من دمائه روت أرض بلاده قد طرحت خيرا عم البلاد وكتب لمصر تاريخا جديدا .
لنتوقف قليلا وليبحث كل منا فى داخله عن دوره فى بناء وطنه بعد الثورة ، يبحث كل منا عن معنى لما يفعل كل يوم ، وهل هو فى صالح بلاده أم يضيع ما جهدنا من أجله هباءا .
كثير مما تمنيناه حدث والباقى لا يستحق أن تتوقف البلاد من أجله ، زيادة المرتبات ، البطالة ، النظافة ......
أحيي كثيرا رجال شركة السكر والصناعات التكاملية الذين وقفوا معا يومى السبت والأحد الماضيين عند شركتهم وطالبوا بحقوقهم ، وحصلوا عليها ، دون أن تتوقف الشركة او يربكوا الحركة العامة فى البلاد .
الكل الآن يتوقف عند ميدان التحرير وكأنه لا مطالب إلا هناك ، ولا حقوق إلا هناك حتى ضاق الجميع بهم ، والجيش ليس مكانه الشارع ، وواجبه هو المحافظة على البلاد من الدمار ، فى الداخل وحمايتها من أعدائها فى الخارج ، ولذلك نزل إلى الشارع حتى قام بتحقيق الأمان وحماية الشعب وتحقيق مطالبه ، ولا يقول لى أحد الوزارة الحالية عينها الرئيس ، فالكثير منها هم عينات جيدة من المسئولين وكانوا يلقون الكثير من القبول قبل ذلك ، فهل كل خطئهم أن جاء بهم النظام السابق ،ولو افترضنا أنهم جاؤا بعد النظام فهل كنا نقبلهم ، وإن كان لا فهم فقط مسئولون لحين الإتيان برئيس جديد ووزارته بعد عدة أشهر ، ولمن يقولون أنهم يرتبون أوراقهم لإبعاد أنفسهم وتحصينها لحين يخرجون ، فالتحقيقات قائمة والجيش لن يرحم أحدا تظهر إدانته فهوا فى موقف محايد ، ولا يهمه سوى استقرار البلاد ونموها ، ولمن يقولون ان هناك حوادث سابقة من تغيير عدة وزارات خلال الفترات الإنتقالية ، أدعوهم للنظر إلى الوجه الآخر لذلك وكم تأخر نموهم حين قاموا بذلك ، وبلادنا تأخرت بما فيه الكفاية .
فلنتفكر فى مصلحة بلادنا أولا ولنختلف ولنتفق ، ولكن لنتكاتف ، جميعنا ، بكل أحزابنا وقوانا السياسية واتجاهاتنا الفكرية ، ومنظمات المجتمع المدنى والشرطة والقضاء ، وكل فى مكانه ، لنبنى هذا الوطن ، ولنترك كل خلافاتنا جانبا ، فما حدث قد حدث ، ومحطىء الأمس سيعاقب اليوم بالقانون ، أما غير المخطئ فما ذنبه ، ولنكف قليلا عن الحديث ولنبدأ جميعا العمل لنبنى وطننا .
هناك 10 تعليقات:
ثقافة الهزيمة .. أنها حقا عائلة محترمة
فى 6 فبراير 2011 نشرت شبكة الأخبار الأمريكية CNN كشفت صحيفة الجارديان البريطانية نقلا عن محللين مختصين بشؤون الشرق الأوسط قولهم أن ثروة الرئيس المصري حسني مبارك بلغت نحو 70 مليار دولار، جزء كبير منها موجود في بنوك سويسرية وبريطانية، أو على شكل عقارات في لندن ونيويورك ولوس أنجلوس، أضافة إلى ممتلكات خاصة على طول شاطئ البحر الأحمر، وقال تقرير أن المصدر الرئيسي لهذه الثروة هو أطلاع الرئيس على صفقات أستثمارية حققت مئات الملايين من الدولارات لمصر، ولهذا تم نقلها إلى حسابات سرية في بنوك أجنبية، أو أستثمارها في البورصات العالمية والعقارات، وأكد التقرير أن علاء وجمال مبارك هم إيضا من أصحاب المليارات، ونقلت الصحيفة عن أماني جمال، أستاذة العلوم السياسية في جامعة برينستون، قولها أن ثروة العائلة تتراوح ما بين 40 و 70 مليار دولار، وهي أرقام تقارب ثروات بعض من زعماء دول الخليج، الغنية بالنفط...
باقى المقال ضمن مقالات ثقافة الهزيمة بالرابط التالى www.ouregypt.us
معاك حق
بس هتقول لمين
لاذم نتكلم نعاهم
ونروح ليهم...ونتكلم معاهم
ونفهمهم وبجد هيسمعوا
وبأذن الله مصر هتبقي أحلي
ان شاء الله
انا لم اكن اعرف توابع الثورة الفرنسية دي .. والا كنت فهمت بعض التصرفات التي اراها والتي اتعجب اتهاتصدر عن الثوار ,, انما يبدو انها توابع الثورة كما ذكرت انت
اتفق معك تماما اننا لازم نبدأ .. لازم كل واحد يدور في نفسه هنعمل ايه للبلد دي .. روحنا تبقي احلي ونحب بعض ونبني .. والله هنبقي حلوين اوي
بس يارب فعلا نتعلم من دروس التاريخ
تحياتي
freepalestine4ever.blogspot.com
التغيير هييجى مننا احنا
احنا الى صنعنا الثوره
وقادرين على صنع اى تغيير فى البلاد ولكن انا وانت وغيرنا متفقين على هذا ولكحن
فى رجال يرو ان التغيير يأتى من الاعتصام امام المصالح الحكوميه وغيرها ويمثلون بشباب الثوره
اما عن الثوره الفرنسيه وتوابعها انا بقرأ كتير ان فى دراسات بتم الان بلأتفاق مع الحكومه الفرنسيه والسوسريه
ندعى ان حقوقنا ترجع
غير معرف
شكرا على المعلومات القيمة
وجارى المتابعة
تحياتى دوما
سونى 2000
يبقى نتكلم ونتكلم ونتكلم
لازم ( مش لاذم ) يبقى لنا موقف من مستقبل بلدنا
زمان كنا بنقول مضغوطين من الحكومة ومش عارفين نعمل حاجة
أهى جت فرصتنا
ومصر هتبقى أحلى بإيدينا
تحياتى دوما
كوشيا
توابع الثورات تتكرر دوما
فغير الفرنسية هناك الثورة البلشيفية ومرت بنفس التطورات مع الأخذ فى الإعتبار الطبيعة الروسية
أما بخصوص الأدوار فأعتقد إن الدكتور ياسر عبر عنها أحسن من أى حد تانى
http://www.boston.com/bigpicture/2011/01/protest_spreads_in_the_middle.html?camp=localsearch:on:twit:rtbutton
والتاريخ دروسه كتير بس المهم نبدأ نفكر
تحياتى وخالص مودتى
المقاتل
شكرا على الدعوة وجارى الزيارة
تحياتى دوما
آدم المصرى
أوافقك جدا يا صاحبى على التغيير وأسلوبه
أما الغير فدورنا التحدث معاهم ونحاول نوصل معاهم لاتفاق عاقل يفيد البلد
تحياتى دوما
إرسال تعليق