معنى الحكم والإدارة أكبر مما يستخدمه الناس
فى حياتنا المعاصرة ، فالحكم ليس أن تكون رئيسا لهيئة فتحكمها بل لتديرها ، أما
الحكم فهو الإطار العام الذى يصيغ تلك المؤسسة ويشارك فى الحكم كل من بتلك المؤسسة
وبلا استثناء وسواء رفض أو قبل بذلك فئة منهم فهو واقع سقط كل من حاول تغييره أو
الإلتفاف حوله لأنه غير جائز والتاريخ طويل ، وأدلته أكثر من أن تحصى .
وأما الإدارة فهى منوطة بمجموعة تحت تعريف معين يختلف باختلاف الهيئة وشروط خاصة
تجمع بين الإدارة والمقدرات التى يديرونها ، ويضع الشروط أصحاب العمل ويقبل بها من
قبل الإدارة ، ولا تزال العلاقة قائمة ما قام كل منهم بدوره .
وفى مصر توالت علينا إدارات كثيرة وقد اعتقد
البعض أنهم حكام طبقا لتعريفات تم إطلاقها ولم يحاسب من أطلقها ، ولكن الحقيقة مغايرة
تماما لذلك ، فلم يحكم مصر عبر تاريخها أحد غير شعبها ، وحتى الغزاة الذين قدموا
من الخارج لم يستطيعوا أن يحكموها ، فالمعادلة فى مصر بسيطة ، وربما كانت بساطتها
هى التى جعلت من تحقيقها مستحيلا ، فشروط العقد أن يوفر من يدير البلاد ما يجعل
المصرى متفرغا لهدوءه الذى اكتسبه عبر الزمن وبعد قرون طويلة من الصراعات وصلت به
إلى أن يفهم أن الحضارة تبنى فى الهدوء وليس على أسنة الرماح ، وهو على استعداد أن
يدفع له ما يرضيه بل ويدافع عنه ويقويه إذا حدث ما يضعفه ، ولكن .. إذا ما حاول أن
يكون حاكما ويدير الدولة على هواه فمصيره الإستبدال ، ولنا فى التاريخ أعظم العبر
.