السبت، 15 سبتمبر 2012

ضياع الثورة 2





شعب محارب ؟؟؟؟

يتفنن الجميع فى وصف الشعب المصرى بالطيبة التى تصل إلى حد يعف لسانى عن ذكره ، والهدوء إلى درجة الخنوع ، وغيرها من الصفات .

وهذه طامة كبرى قدمت إلأينا من ثقافة مغايرة ، كجزء من ثنائية التفكير التى تعودناها ، وكثير من المتكلمين بذلك لم يدرسوا تاريخ مصر على الرغم من دراستهم لتاريخ نهضة  الغرب الحديثة بشكل موسع ، وهنا يحدث التضاد ، فتاريخ الأمم متشابه ولكن به فروق جوهرية تجعل كل منهم فى النهاية فى طريق منفصل بحيث يصعب الحكم على عدة شعوب بنفس القواعد ،.

فمرحلة التشتت التى عاشها الغرب ، والتى تلاها ظهور الإمارات والممالك ثم الدول ، عاشتها الصين قبلهم بألفى عام ، وعاشتها مصر قبل الجميع بألفين آخرين من الأعوام ، مما جعلها متقدمة فى تجربة المجتعات وأسس بنائها .

أما بعد ذلك فيختلف الأمر ، لأن ممالك الصين وبعد توحدها ، ظلت فى شكل الممالك السبع الكبرى نظرا لمساحتها الكبيرة ، وأما الغرب فظل حتى اليوم منقسما ومتناحرا ، ويتحد على مضض من أجل المصالح المشتركة فقط ، فإذا انتهت المصلحة ، التهموا بعضهم البعض ، ولذلك يكثر فى تاريخهم القتال والقتل بدون مبرر .

أما مصر فوجودها على نهر النيل أتاح لها حياة أرغد ، وطمأنينة أدت إلى اهتمامهم بما بعد الحروب ونفورهم منها ، وما زالت الدماء أبغض الأمور إلى المصرى مهما تحدث عن سهولة إراقتها ، ومهما تباهى بشىء من ذلك إلا أنه عند التجربة المباشرة نجده مترددا وأبعد ما يكون عن ذلك .

وهنا تكون التفرقة الرئيسية ، فالمصرى محارب وليس مقاتل مثل غيره ، والفارق جوهرى فالمقاتل يحترف القتال وهو مصدر رزقه ولا يستطيع التوقف عنه وإلا كان فى ذلك الضرر له ، أما المحارب فو يضطر إلى الحرب لظروف معينة فإذا انتهت اتجه إلى البناء وغيره من أحوال المعيشة الحضارية التى تكفل له هدوء العيش الذى بناسبه .

وبالطبع يحق للكثيرين أن يعترضوا على هذا الوصف وأقول لنرجع إلى التاريخ ولنر .

أحمس واجه عتاة الهكسوس بمصريين تم تدريبهم على يد المرتزقة اليونان ، وعلى الرغم من أن الهكسوس أكثر خبرة وأعرق فى فنون القتال إلا أنهم دحروا فى أغلب معاركهم .

فى عهد البطالمة ، لما وقع فى يد بطليموس السادس من هجمات الشرق عليه وأعيته الحيلة لخلو الخزانة مما يستطيع به استقدام المرتزقة للحرب كعادة ملوك البطالمة من قبله ، لجأ بناءا على نصيحة أحد وزرائه وجند 20 ألف مزارع مصرى ، وتدربوا لثلاثة أشهر ثم قابلوا أعدائهم عن العريش وكانت معركة دحر فيها المصريين عتاة الحرب .

والحروب القريبة منا سواء تلك التى حارب فيها المصريين تحت قيادة إبراهيم باشا  ابن محمد على ، أو مع عرابى ، أو حتى فى حرب السويس 1956 أو أكتوبر 1973 ، وأعتقد أن الجميع يعرف الكثير ن بطولات تلك الحروب مما يغنى عن الذكر .

لا تهينوا شعبكم فهو محارب قوى وصلب ، تكسر على يديه ملوك فى معارك شهد لها العالم على مر الزمن .


المصادر

-          مصر القديمة ( سليم حسن )
-          مذكرات الفريق أبو غزالة
-          مذكرات الفريق أحمد اسماعيل
-          الثورة العرابية
-          بعض مواقع النت 

الخميس، 13 سبتمبر 2012

ضياع الثورة 1






حين تضيع الثورة

يتراكم من حولنا لغط وحكاوى تكاد تدمر حياتنا ، وغير ذلك وأبشع الكثير من الشائعات التى يتضح أن أكثرها كذب صريح ، والطامة الكبرى هى التفكير الغير منطقى والذى لا يستند إلى وقائع واضحة ، أو قواعد منطقية .

ويبدأ الخلط حين لا يعرف الهدف ، ويتعدى الأمر إلى النقيض حين يضع المعنى .
ولنأخذ ما يحدث فى مصر كمثال ، فالكل ينادى ويزمجر فشلت ثورتنا يا عالم !!!!

وهذا كلام لا يقوله إلا من لا يعرف معنى الثورة  ، فالثورة فعل شعب كما ذكرت من قبل ، وبذلك وعندما يحاول النا شخصنة المعنى والفعل فى أمور بسيطة اعتمادا على سيناريوهات داخلية مبنية على ثقافات تاريخية لكل منهم ، فلهم كل الحق فى أن يعتبروها قد ضاعت وسرقت وما إلى ذلك من الألفاظ التى يعشقها المثقفون ويرددها الناشطون ليحسنوا شعورهم بأنهم أمل الأمة الباقى وأنهم عمادها .

وأتمنى أن لا يرد على قائل سائلا : هل تقترح أن يجلسوا فى البيوت ولا يفعلون شيئا ويتركون وطنهم ؟؟؟؟

وتلك ثنائية التفكير الأخطر والتى وردت إلينا من فكر الغرب المتعصب ، فإما أو ، ولا يوجد احتمالات أخرى ، على الرغم من أن لغتنا العربية وضعت بين الأبيض والأسود الرمادى وبدرجات أيضا ولكل درجة اسم ، وكذلك بين الأصفر والأحمر يوجد البرتقالى وبدرجات أسماء بلا حصر ، وهذه هى الحياة .

وما أنادى به أن نتوقف قليلا عن الفعل الإنفعالى وأن نرتكز إلى الجزء الصلب من الثورة ونحدد اتجاهنا ، ثم ننطلق .

وبداية التحديد أن نعرف بداية الثورة .... ولكل الأصدقاء أتمنى أن يشاركونى التفكير فى السؤال التالى وهو علمى وليس بلاغى .... متى بدأت ثورة 25 يناير 2011 ؟؟؟؟

أرجوكم شاركونى بالإجابات مهما تخيلتم أنها غير منطقية ولكنها ستبنى لى صورة أحتاجها