شعب
محارب ؟؟؟؟
يتفنن
الجميع فى وصف الشعب المصرى بالطيبة التى تصل إلى حد يعف لسانى عن ذكره ، والهدوء
إلى درجة الخنوع ، وغيرها من الصفات .
وهذه
طامة كبرى قدمت إلأينا من ثقافة مغايرة ، كجزء من ثنائية التفكير التى تعودناها ،
وكثير من المتكلمين بذلك لم يدرسوا تاريخ مصر على الرغم من دراستهم لتاريخ نهضة الغرب الحديثة بشكل موسع ، وهنا يحدث التضاد ،
فتاريخ الأمم متشابه ولكن به فروق جوهرية تجعل كل منهم فى النهاية فى طريق منفصل بحيث
يصعب الحكم على عدة شعوب بنفس القواعد ،.
فمرحلة
التشتت التى عاشها الغرب ، والتى تلاها ظهور الإمارات والممالك ثم الدول ، عاشتها
الصين قبلهم بألفى عام ، وعاشتها مصر قبل الجميع بألفين آخرين من الأعوام ، مما
جعلها متقدمة فى تجربة المجتعات وأسس بنائها .
أما
بعد ذلك فيختلف الأمر ، لأن ممالك الصين وبعد توحدها ، ظلت فى شكل الممالك السبع
الكبرى نظرا لمساحتها الكبيرة ، وأما الغرب فظل حتى اليوم منقسما ومتناحرا ، ويتحد
على مضض من أجل المصالح المشتركة فقط ، فإذا انتهت المصلحة ، التهموا بعضهم البعض
، ولذلك يكثر فى تاريخهم القتال والقتل بدون مبرر .
أما
مصر فوجودها على نهر النيل أتاح لها حياة أرغد ، وطمأنينة أدت إلى اهتمامهم بما
بعد الحروب ونفورهم منها ، وما زالت الدماء أبغض الأمور إلى المصرى مهما تحدث عن
سهولة إراقتها ، ومهما تباهى بشىء من ذلك إلا أنه عند التجربة المباشرة نجده
مترددا وأبعد ما يكون عن ذلك .
وهنا
تكون التفرقة الرئيسية ، فالمصرى محارب وليس مقاتل مثل غيره ، والفارق جوهرى
فالمقاتل يحترف القتال وهو مصدر رزقه ولا يستطيع التوقف عنه وإلا كان فى ذلك الضرر
له ، أما المحارب فو يضطر إلى الحرب لظروف معينة فإذا انتهت اتجه إلى البناء وغيره
من أحوال المعيشة الحضارية التى تكفل له هدوء العيش الذى بناسبه .
وبالطبع
يحق للكثيرين أن يعترضوا على هذا الوصف وأقول لنرجع إلى التاريخ ولنر .
أحمس
واجه عتاة الهكسوس بمصريين تم تدريبهم على يد المرتزقة اليونان ، وعلى الرغم من أن
الهكسوس أكثر خبرة وأعرق فى فنون القتال إلا أنهم دحروا فى أغلب معاركهم .
فى
عهد البطالمة ، لما وقع فى يد بطليموس السادس من هجمات الشرق عليه وأعيته الحيلة
لخلو الخزانة مما يستطيع به استقدام المرتزقة للحرب كعادة ملوك البطالمة من قبله ،
لجأ بناءا على نصيحة أحد وزرائه وجند 20 ألف مزارع مصرى ، وتدربوا لثلاثة أشهر ثم
قابلوا أعدائهم عن العريش وكانت معركة دحر فيها المصريين عتاة الحرب .
والحروب
القريبة منا سواء تلك التى حارب فيها المصريين تحت قيادة إبراهيم باشا ابن محمد على ، أو مع عرابى ، أو حتى فى حرب
السويس 1956 أو أكتوبر 1973 ، وأعتقد أن الجميع يعرف الكثير ن بطولات تلك الحروب
مما يغنى عن الذكر .
لا
تهينوا شعبكم فهو محارب قوى وصلب ، تكسر على يديه ملوك فى معارك شهد لها العالم
على مر الزمن .
المصادر
-
مصر القديمة ( سليم حسن )
-
مذكرات الفريق أبو غزالة
-
مذكرات الفريق أحمد اسماعيل
-
الثورة العرابية
-
بعض مواقع النت