ربما تكون تلك أول ما كتب منذ الاستفتاء عن الثورة ولكن دفعنى إلى ذلك خطأ ارتكبته آنئذ وندمت عليه وهو التحذير من خطوة يقوم بها الإجماع الشعبى عن تراض ويختلفون فى وسائل الوصول إليها على الرغم أنها خطأ كلية ، ففى الإستفتاء ارتفع نداء جميع الطوائف بالمشاركة واختلفوا فيمن يقول نعم ولا ومنهو ملحد واسلامى وعلمانى وليبرالى ......إلى آخر كل تلك المسميات التى نحب أن نتشدق بها دون وعى أو فهم أو استخدام صحيح لمعانيها ، مع أن الإستفتاء كله خطأ ولا مبرر له فلا تعديل على دستور أعلن من يقوم عليه أنه سقط فلا علاج لميت ، ولكن شاركنا جميعا فى أن نقوم بجريمة تلوثت بها أيدينا ونذوق مرارتها حتى هذه اللحظة ، فالهدف من الإستفتاء لم يكن الدستور بأى حال من الأحوال ، ولا قيمة لنعم أو لا نع هيئة حسمت أمرها وجهزت أوراقها وفى أدراجها إعلان لا يعبأ بالنتيجة ، ولكن كان المقصود هو تثبيت أركانها وإعطائها شرعية لم تكن تمتلكها فيما قبل ذلك مهما حاول المنافقون أن يثتوها بشكل أو بآخر ولكن بموافقتنا على المشاركة فى إجراء اتخذته ، تمت الموافقة الضمنية على شرعية وجودها وبعد ذلك ذقنا جميعا مرارة الهزيمة حينما علمنا أى خدعة وفخ أوقعنا أنفسنا فيه ، وكم تعبت حناجرنا ونحن نحذر من ذلك يومها وما من مجيب .
واليوم نرى تلك الخطوة من جديد تشى بتسويف ولا عقلانية فى إدارة ثورة لا يوجد فيها سوى طرف فاعل فيها والباقى رد فعل لا أكثر ، ولا أريد من يحدثنى عن التظاهرات فكم من مرة قمت بإثبات أن كل ما نفعله هو الإنقياد وراء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ( ولا أقول المجلس العسكرى فهو خطأ أيضا وأضاعنا الإعلام بترديده ولم نفهم أن الفرق بين اللفظين كبير ويعطيهم صلاحيات أكبر بكثير من تلك التى أنشئ لها ) ، وما جعلنا كذلك هو فقداننا الرؤية البسيطة للأحداث والصوت العالى الذى لا طائل من وراءه إلا الخيبة وراء الخيبة وحب الظهور الذى يضيع معه الهدف ، فكل يوم يخرج لنا كتاب الثورة ( كما يحبون تسميتهم ) بمقالات ولقاءات يهتفون فيها بالكثير ويقولون الكثير ويسخرون من الكثير ولم أجد أحدا منهم يقول كلمة لها معنى عن تصور للفترة المقبلة يكون له منطق فى النهوض بالبلاد ، ولكنهم يرددون ما يردده الشارع من حولهم ولكن بعبارات بلية ومنمقة لا أكثر ، متناسين أو غير مدركين لدورهم الأساسى فى توجيه دفة الرأى العام إلى النهوض والحشد من أجل رفعة بلادهم ونجاح ثورتهم بالشكل الصحيح .
ربما يقول البعض ويتسائل ومن أنا حتى أفرضوايتى ولكنها ليست وصاية ، فقط أنا مراقب ومحلل للأحداث ومعى ميزة بسيطة أننى مشارك محايد وأرى الصورة من بعيد فأعرف شكلها كاملة وليست بشكل منقوص أو هكذا أعتقد .
ولنبحث فى مثال بسيط
الإنتخابات المقبلة ، الكل يحتشد والجميع يجد فى عمل القوائم وترتيب الدوائر ونزلت المليونيات من أجل الفردى والقائمة سواء المفتوحة او المغلقة وقانون الغدر وتعديلاته .......وغيرها ، فهلا توقفنا للحظة لنفكر ما الذى ستعطينا إياه الإنتخابات المقبلة ؟ هل اقتنع أحد بأن الإنتخابات المقبلة سيكون لها أى تأثير على مجرى الحياة ومسار الثورة المصرية ؟ أم سيكون مجرد كراسى تجلس على كراسى مثل تلك الموجودة حاليا فى مجلس الوزراء الذى نسينا فى غمرة الأحداث أن نفكر أنه أيضا بلا قيمة ولنفس السبب أنه بلا صلاحيات .
وصلاحيات مجلس الشعب والشورى تأتى من الدستور مثل مجلس الوزراء وغيرها من الهيئات التى تستمد شرعيتها وسلطاتها من القعد المبرم بينها وبين الشعب ، وفى حالتنا هو الإعلان الدستورى ، وإذا راجعنا الإعلان الدستوى وخاصة المواد 56 ، 57 ، 59 ، 60 ، 61 ، 62 سنجد أن ما يحدث هو عبث لا طائل منه ، وسخافات لا فائدة منها سوى إطالة الفترة المتذبذبة فى حياة مصر وعدم الوصول إلى الوضع المستقر والآمن الذى تنشده البلاد .
هناك 11 تعليقًا:
السلام عليكم
تحياتى
اولا اختلف معاك فى الجزء الاول .. واتفق معاك فى الجزء الثانى لان ابطال الثوره كما يدعون فى الفضائيات او اصحاب الياقات الثوريه البيضاء اللى هما كل شغلهم الفضائيات ما وراهمش غير النبش والبحث والجرى وراء الكراسى وتقسيم الغنيمه
الاخير بقى اللى هو ان المواد من 60 وانت طالع ...... يا عم ازهرى .. المجلس الاعلى للقوات المسلحه حـ يسلم السلطه للمدنيين وما تسمعش للكلام اللى بيتقال وان حيكون فيه دستور جديد شرعى يلغى اى حاجه قبل كدا
ثم انه انت فاكر ان حكومه غير مختاره من الشعب ومختاره من اشخاص زى الحكومه الحاليه حـ يكون لها اى صلاحيات .. طبعا ما تقدرش تاخد قرار فى مواضيع مصيريه لازم اجماع شعبى والاجماع الشعبى ييجى عن طريق مجلس الشعب ..
عارف ايه مشكلة قانون بناء دور العباده الموحد .. مشكلته ان ما حدش يقدر ياخده من غير اعتماد من مجلس شعب عشان دا قانون مصيرى يمس شعب مصر بالكامل وارض مصر بالكامل واثره يمتد الى عشرات السنين وكل المواضيع من هذا القبيل ..
تحياتى
السلام عليكم
تحياتى لك اخى ومرحبا بعودتك وخروجك عن صمتك
الاحوال والامور وادارتها والتعلاب بها يجعل الجميع ف دوامة لا يعلم مرسى ولا مخرج منها
اناس كثير يهتفون وينسبون لأنفسهم فضلا ليس لهم
غيرهم يطالب ويعلى صوته ومعلوم لما يعلى صوته وغيرهم وغيرهم
اتمنى ان يكون هناك تغييرا قريبا
دومت بخير
وماذا بعد؟
احنا انضحك علينا فى الاستفتاء اللى فات وربنا يستر من اللى جاى .. انا حاسة ان الجيش راسملنا خط واحنا ماشيين فيه وفاكرين انه باختيارنا
عمنا فشكول
وعليكم السلام ورحمة الله وبركته
كنت أتمنى تقول بتخالفنى فى إيه
أما موضوع أبطال الفضائيات فدول بالتأكيد مش أبطال الثورة
والكل عارف التاريخ
بس للأسف الظهور الإعلامى له رأى مختلف
أما بخصوص تسليم السلطة بعد الدستور فأسمح لى بالذهول
فى حد عاقل يبنى الدور التانى قبل الأول وكمان يجيب بناء نص كم
حاول تقنعنى إزاى ده يتم
وكمان الوزراء والمجلس الأعلى بنص الإعلان الدستورى جهة تشريغية ويمكن للمجلس بسلطاته الحالية إصداره ودا رأى فقهاء الدستور من شهور طويلة ، يبقى الكلام بيتغير ليه الأيام دى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مدونة رحلة حياة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
دمت أخى محمد
التغير كما قلت وأقول دوما يبدأ من القاعدة ويصل للقمة وهو ما جربناه فى بداية الثورة وما قاله الكثيرون وقتها
ولكن ضعنا عندما تركنا ما بيدنا
أستاذنا محمد الجرايحى
سأتابع الكتابة عن تصورى
وأتمنى النقاش
نونا
ودا اللى أنا بأتكلم عنه أحبانا بأحس إن الخط لصالحنا
بس برضه أحيانا بأحس بالغدر
والتضارب هو اللى خلانى اتكلم
مقال رائع ازهرى
وانا اتفق معك فى جميع الاجزاء
اهو شفت فشكول بدأ يختلف معاك
ههههههههههههه
على فكرة راقنى تعليقك عن يوم الثلاثاء اتدرى لما لانه ايضا يومى الحزين ولو رجعت البوست السابق فى نفس القسم ستجدنى اتحدث عنه واؤيدك ولو اردت اسم المشاركه عوده روح
اشكرك جدا
تحياتى
مقال جميل
شكرا على الكلام الرائع
إرسال تعليق