السبت، 29 مايو 2010

هيا نبنى وطنا


من يدافع عن الوطن ؟


فى كل آداب العالم كان هناك شىء ما باسم الأم ربما رواية أو مقالة أو قصيدة أو رواية ، وذلك لما تشكله الأم فى وجدان كل منا وما تمثله فى بناء المجتمع الذى هو حجر الأساس للوطن .


ورواية الأم لكارل تشابك واحدة من الأعمدة الراسخة فى الأدب العالمى فهى تحكى عن أم فقدت زوجها فى الحرب وبعدها توالى أبنائها الأربعة من أجل الوطن وهى تحاول أن تمنعهم مما هم ذاهبون إليه فلا تستطيع وفى نهاية المسرحية تستمع إلى الراديو فتجد أن الكثير من الأمهات فقدن الكثير من أبنائهن أيضا من أجل الدفاع عن أوطانهم فتدفع بالبندقية لإبنها الأخير كى يخرج إلى الحرب ويداع عن الوطن من أجل حريته وحرية كل الشعب، ولكن .........


دعونا نفكر فى الأمر رويا ، ماذا لو علمت الأم أن ابنها ذاهب إلى حتفه دون شىء ، ودون هدف ودون أن يكون لكل ذلك نفع ، ماذا لو علمت أن ابنها لوقتل أو أسر أو حتى عاد مصابا أو سليما سيكون فى طى النسيان ، ما لو علمت ان التضحية بدون معنى لأن الخلاص ممن يهاجم البلاد لا يعنى بالضرورة الحرية ، ما لو علمت أنها تذبح ابنها بيدها حين تدفعه إلى الموت بدون هدف .


هذا ما جال بخاطرى حين قرأت ما هو مكتوب عن قضية مذابح الأسرى المصريين فى عام الهزيمة 1967 والموجود فى العديد من الأماكن مثل هنــــا و هنـــــا وشاهدت جزئى الطريق إللى عتليت من برنامج سرى للغاية هنــــا ، وفى البرنامج استوقتنى كلمة ربما يتعجب البعض لها ، فأنا لم يستوقفنى كم الذبح والقتل وأساليب التعذيب التى تنأى عن أن تلقب حتى بالنازية فهى أفظع مليون مرة من كل ما قرأناه عن النازيين ولم يستوقفنى موقف الجنود الإسرائيليين وقادتهم فى الحرب أو حتى بعد الحرب فهذا دأبهم ودير ياسين وصابرا وشاتيلا وغيرها وغيرها شاهد على أن هذا من تعاليمهم والأوامر المستديمة لهم فى كل حرب يخوضونها ومن يتعجب فأنا أتعجب من تعجبه ، ولم أتعجب أيضا من موقف المؤرخين وطلاب الحقيقة فى بيان ما حدث وفضحهم لبعض مما قامت به إسرائيل تجاه أسرانا العسكريين والمدنيين ، وبالطبع لم يتملكنى ذرة واحدة الشك فى موقف المسئولين تجاه القضية وما يحدث عادة من تعتيم وتشويش لطمس معالمها ووضعها فى طى النسيان فكل هذا مكرر ومعاد وفيلم مللنا جميعا تكراره .


ما أثار انتباهى للغاية هو كلمة الفنان محمد صبحى عن المرأة التى أتت له مع بناتها لتقول له : أخيرا لقيت حاجة تبكى عليها بناتى .


أخيرا وجدت لهم هدفا وقيمة فى تاريخهم توصيهم أن ينتبهوا إليها ويقاتلوا من أجلها ، وهذا هو الدور الذى لا بد أن يلعبه كل منا فى مجتمعه وبيته وكل مكان نذهب إليه فبدلا من التعصب للكرة والممثلين وما شابه من أمور لا قيمة لها ولا معنى وبدلا من أن نحفظ تاريخ هذا النادى أو ذاك وبدلا من نجعل أبنائنا وشبابنا جالسين على المقاهى ، فنجعلهم يعرفون تاريخهم ويثار التساؤل فى داخلهم ومع التساؤل تأتى المعرفة ومع المعرفة تأتى المطالبة بالحقوق وما ضاع حق وراءه مطالب .


ولبالطبع سيقول البعض كالعادة الحكومة وبلابلابلا ، من المعتاد من الكلام ، وأقول ما دامت الحكومة ارتضت السكون فلن تتحرك ما لم يتحرك الرأى العام ، ولا يقول أحد أنهم أقوى منا وأننا مظلومون معهم ، فكما قال مصطفى كامل : لا يوجد شعب مظلوم وآخر ظالم ولكن هناك شعب ارتضى الظلم والثانى استغل رضاه .


ولا يوجد منا من ليس له صديق او أخ أو قريب لم يذق الذل والهوان فى يونيو وبالطبع لا يوجد قرية او مدينة أو حتى عائلة من لا يوجد ف يها شهيد فى إحدى الحروب ، فالكل يعرف الحكاية ولا يوجد من يجهلها ولا يحتاج الأمر إلى مؤرخ او مسئول ، فلم لا نذكى الذكريات فى أبنائنا كى يصحو داخلهم الفرق بين الهزيمة والنصر والأسباب المؤدية لكل منهم ، كى يصحح كل منهم مساره ويبدأ ى العمل من أجل الوطن ، وحين يحدث ذلك سيطمئن من يذهب للحرب أنه يدافع عن من يستحق وأنه ان انتصر (حتى لو كانت حياته ثمن النصر ) فمن أجل بلاده وإن انهزم فلن تتركه بلاده يسام الذل الهوان ويتاجر به وبأعضاءه ويعامل معاملة تقل كثيرا عن تلك التى تعامل للحيوانات الشاردة .

هناك 13 تعليقًا:

مدونة كركر يقول...

عندما نرتضى السكون وتهون كل العزة والحكمة والكرامة .. نصبح بلا أوطان!!

تحياتي لك

♥♥ شذا ♥ الروح ♥♥ يقول...

"هيا نبنى وطنا

♥♥ شذا ♥ الروح ♥♥ يقول...

جزاك الله كل الخير عجبنى البوست أوووى وبصراحه كلماتك ابكتنى يا ازهرى

الوطن ده كلمة كبيره
ياريت كلنا نقدر معانها كويس

Foxology يقول...

كلام مصطفى كامل مش عارف ليه حسسنى بحزن كبير كأنه كان شايف مستقبلنا !!

تحياتى ليك

اسماء واحلام فى وجدانى يقول...

هيا نبنى وطن
جملة سهلة جدا انا دخلت على الفيديو اللى فى الرابط بس من اول دقيقة طفيته تانى لان شوفت مشهد صعب شوفت حتة مننا مدفونة من سنين وواحد بيوصف ازاى الاسرى كانوا بيتعاملوا كلامى بعيد عن بناء الوطن بس عشان تبنى وطن دى صعبة اوى مش سهلة كل واحد فينا نفسه يعمل اى شىء ، من غير زعل مش عارف ليه حاسس ان تفكير %95 من شباب البلد اللى هما المفروض يكونوا بكرة اساس البلد مش مهتمين كل تفكيرهم محصور فى حاجات تافهة مش عارف يمكن لان مفيش فرصة لحد يقول او يعمل ويمكن ويمكن ويمكن

dr.lecter يقول...

ايد لوحدها متصقفش

الازهرى يقول...

كركر

إذا فلم نضى بذلك
فلنتكاتف لنمر من الأزمة ونمحو الظلم من على أكتافنا وننهض من جديد

تحياتى وتمنياتى بالتواصل

الازهرى يقول...

شذا

المهم ألا نكون شعوب مشاعر فقط ونكتفى بالبكاء على اللبن المسكوب فلننتبه ولننبه من حولنا فالقادم أخطر

تحياتى دوما

الازهرى يقول...

فوكسولجى

مصطفى كامل كان بيحط قاعدة للظلم فى اى مكان وزمان وكان الكلام بينطبق على زمنه
وطبعا لا احد يقرأ التاريخ وإذا قرأ لا يفهم وإذا فهم لا يتعلم

تحياتى دوما

الازهرى يقول...

أسماء وأحلام فى وجدانى

لو النسبة 95% فعلا يبقى كويس جدا
بس المهم الخمسة الباقيين يقفوا صح ويبدأوا فى توعية الباقيين وتنبيههم للخطر ومع الإصرار والعزيمة أكيد ربنا هيوفق وهيكون فى نتيجة بس الكارثة ان الباقيين بيحسوا باليأس وبكده يبقى المحصلة صفر
وكمان الجيل اللى طالع لازم نربيه على الصح ويبقى هدفه واضح

تحياتى دوما

الازهرى يقول...

د/ ليكتر

يبقى نحط إيدينا كلنا فى إيد بعض ونبدأ نصقف
يمكن بكرة ييجى

تحياتى دوما

بلاد وعباد يقول...

السلام عليكم
جزاك الله خيرا.

الازهرى يقول...

عبد اللطيف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك مثله
شكرا على المرور وأتمنى دوام التواصل