عندما تحدثت فى الموضوع السابق عن ما حدث لأسرى مصر فى هزيمة 67 لم أقصد الحدث بذاته فلن يبنى وطن على حدث ، ولكن ما ادعوا إليه أن يكون لدى الشباب وما يليهم من أجيال وعى بما حدث ويحدث فى أوطانهم وما هى حقوقهم ، فلا نتكلم عن الأسرى لأن الجزيرة أثارت ذلك ولا نتذكر حادث حريق القطان لأن الأهرام تحدثت ثم نتحدث عن حرب الخليج لأن فلانا ذكرنا ثم المصريين فى الخارج لأن علانا قال لنا ،وأسطول الحرية لأن الكل يدعوا إليه ، بل يكون دائما فى ذاكرتنا أحداثنا ، هزيمتنا وانتصارنا على السواء ، أن يكون هناك وعى بما حدث ويحدث فى بلادنا ، لا أن نعيش فيها بلا اسم ولا هوية وكأنه ليس وطننا .
الاثنين، 31 مايو 2010
تعقيب
السبت، 29 مايو 2010
هيا نبنى وطنا
من يدافع عن الوطن ؟
فى كل آداب العالم كان هناك شىء ما باسم الأم ربما رواية أو مقالة أو قصيدة أو رواية ، وذلك لما تشكله الأم فى وجدان كل منا وما تمثله فى بناء المجتمع الذى هو حجر الأساس للوطن .
ورواية الأم لكارل تشابك واحدة من الأعمدة الراسخة فى الأدب العالمى فهى تحكى عن أم فقدت زوجها فى الحرب وبعدها توالى أبنائها الأربعة من أجل الوطن وهى تحاول أن تمنعهم مما هم ذاهبون إليه فلا تستطيع وفى نهاية المسرحية تستمع إلى الراديو فتجد أن الكثير من الأمهات فقدن الكثير من أبنائهن أيضا من أجل الدفاع عن أوطانهم فتدفع بالبندقية لإبنها الأخير كى يخرج إلى الحرب ويداع عن الوطن من أجل حريته وحرية كل الشعب، ولكن .........
دعونا نفكر فى الأمر رويا ، ماذا لو علمت الأم أن ابنها ذاهب إلى حتفه دون شىء ، ودون هدف ودون أن يكون لكل ذلك نفع ، ماذا لو علمت أن ابنها لوقتل أو أسر أو حتى عاد مصابا أو سليما سيكون فى طى النسيان ، ما لو علمت ان التضحية بدون معنى لأن الخلاص ممن يهاجم البلاد لا يعنى بالضرورة الحرية ، ما لو علمت أنها تذبح ابنها بيدها حين تدفعه إلى الموت بدون هدف .
هذا ما جال بخاطرى حين قرأت ما هو مكتوب عن قضية مذابح الأسرى المصريين فى عام الهزيمة 1967 والموجود فى العديد من الأماكن مثل هنــــا و هنـــــا وشاهدت جزئى الطريق إللى عتليت من برنامج سرى للغاية هنــــا ، وفى البرنامج استوقتنى كلمة ربما يتعجب البعض لها ، فأنا لم يستوقفنى كم الذبح والقتل وأساليب التعذيب التى تنأى عن أن تلقب حتى بالنازية فهى أفظع مليون مرة من كل ما قرأناه عن النازيين ولم يستوقفنى موقف الجنود الإسرائيليين وقادتهم فى الحرب أو حتى بعد الحرب فهذا دأبهم ودير ياسين وصابرا وشاتيلا وغيرها وغيرها شاهد على أن هذا من تعاليمهم والأوامر المستديمة لهم فى كل حرب يخوضونها ومن يتعجب فأنا أتعجب من تعجبه ، ولم أتعجب أيضا من موقف المؤرخين وطلاب الحقيقة فى بيان ما حدث وفضحهم لبعض مما قامت به إسرائيل تجاه أسرانا العسكريين والمدنيين ، وبالطبع لم يتملكنى ذرة واحدة الشك فى موقف المسئولين تجاه القضية وما يحدث عادة من تعتيم وتشويش لطمس معالمها ووضعها فى طى النسيان فكل هذا مكرر ومعاد وفيلم مللنا جميعا تكراره .
ما أثار انتباهى للغاية هو كلمة الفنان محمد صبحى عن المرأة التى أتت له مع بناتها لتقول له : أخيرا لقيت حاجة تبكى عليها بناتى .
أخيرا وجدت لهم هدفا وقيمة فى تاريخهم توصيهم أن ينتبهوا إليها ويقاتلوا من أجلها ، وهذا هو الدور الذى لا بد أن يلعبه كل منا فى مجتمعه وبيته وكل مكان نذهب إليه فبدلا من التعصب للكرة والممثلين وما شابه من أمور لا قيمة لها ولا معنى وبدلا من أن نحفظ تاريخ هذا النادى أو ذاك وبدلا من نجعل أبنائنا وشبابنا جالسين على المقاهى ، فنجعلهم يعرفون تاريخهم ويثار التساؤل فى داخلهم ومع التساؤل تأتى المعرفة ومع المعرفة تأتى المطالبة بالحقوق وما ضاع حق وراءه مطالب .
ولبالطبع سيقول البعض كالعادة الحكومة وبلابلابلا ، من المعتاد من الكلام ، وأقول ما دامت الحكومة ارتضت السكون فلن تتحرك ما لم يتحرك الرأى العام ، ولا يقول أحد أنهم أقوى منا وأننا مظلومون معهم ، فكما قال مصطفى كامل : لا يوجد شعب مظلوم وآخر ظالم ولكن هناك شعب ارتضى الظلم والثانى استغل رضاه .
ولا يوجد منا من ليس له صديق او أخ أو قريب لم يذق الذل والهوان فى يونيو وبالطبع لا يوجد قرية او مدينة أو حتى عائلة من لا يوجد ف يها شهيد فى إحدى الحروب ، فالكل يعرف الحكاية ولا يوجد من يجهلها ولا يحتاج الأمر إلى مؤرخ او مسئول ، فلم لا نذكى الذكريات فى أبنائنا كى يصحو داخلهم الفرق بين الهزيمة والنصر والأسباب المؤدية لكل منهم ، كى يصحح كل منهم مساره ويبدأ ى العمل من أجل الوطن ، وحين يحدث ذلك سيطمئن من يذهب للحرب أنه يدافع عن من يستحق وأنه ان انتصر (حتى لو كانت حياته ثمن النصر ) فمن أجل بلاده وإن انهزم فلن تتركه بلاده يسام الذل الهوان ويتاجر به وبأعضاءه ويعامل معاملة تقل كثيرا عن تلك التى تعامل للحيوانات الشاردة .
الاثنين، 3 مايو 2010
الخلاف
أتذكر فيلم شاهدته عن كتاب أصل الأنواع لداروين وكيف عبر المخرج من خلال القصة عن أن كل شىء فى الكون خلق كى يموت ويدفن فى بطن كائن آخر وشبه الصفور مثلا بأنه يموت ليتحلل ويبدأ النبات فى التغذية عليه ثم يتغذى حيوان او طائر على النبات ثم يتغذى الإنسان على الإثنين ويموت الإنسان ليتحلل مكملا الدورة ، ويصور الفيلم أن كل الحياة وجدت كى يفنى كل كائن من أجل الآخر دون هدف أو غاية ويضخم الفيلم فكرة أن الدين والعلم خصم كل منهما للآخر وهو ما سمعته من الكثيرين فعندما تحدث إنسانا ما عن الدين والتمسك به فيجيب بأن هذا طريق للرجعية والتخلف وأنه علينا متابعة الحديث فى العلوم كى نلحق بالآخرين ، وعلى مدار أعوام حاولت كثيرا أن أبحث عن النقاط التى يتعارض فيها الدين مع العلم فلم اجد سوى تلك التى ينادى بها المصلحين الإجتماعيين فى هذا الزمن وفى الأزمنة الماضية من حد للمضى فى التجارب التى تضر البشر بأضعاف ما تنفعهم وفى توجيه العلم وتسخيره لخدمة البشر ، وهو ما يوجد فى الفنون والآداب أيضا فبينما ينادى البعض بالتحرر من كل شىء باسم الإبداع نجد من يقف لهم قائلا أن هناك أمور ليست محل نقاش بالشكل الذى يريدونه وأن الكتابات المخلة والخادشة للحياء والتى لا يستفاد منها سوى فى إثارة الغرائز شىء قمىء وسخيف وهذا الذى يقف لهم يقف فى نفس اللحظة للدين إذا قال ذلك رافضا أن يعترف بذلك وكأن الكلمة إذا صدرت من عالم اجتماع صحيحة بينما من عالم الدين خطأ على الرغم من أن الكلمة واحدة فى الحالتين وهو ما أشبهه بالشتات فى الفكر والمنطق وهؤلاء فى رأيي كل منهم يريد أن يفصل العلم والدين وحدودهما على هواه وأن يكون له إلهه الخاص ومن يتفق معه رائع ومن يخالفه كافر بالعقل والعلم أو بالدين كل حسب مذهبه .