الجمعة، 27 فبراير 2009

الندوات



الندوات





فى حديث إذاعى للأستاذ الكبير / فتحى رضوان ( وهو أول من تولى إنشاء وزارة الثقافة ) ترحم على زمن الندوات والتجمعات الأدبية معتبرا إياها من أقوم مهيئات النهوض الثقافى الحقيقى .
كانت نهاية النصف الأول من القرن الماضى حافلة بهذه المنتديات والتجمعات والتى لم تكن تحتاج إلى غرف مهيئة ومكيفة الهواء أو قاعات فسيحة مليئة بالمقاعد والتحف والطنافس ومحاطة بالميكروفونات والمسجلات ووسائل الإعلام ...وما إلى ذلك .
وإنما كانت كل شروطها هو مجموعة تتفق على اللقاء فى أى مكان ، ولو كان أحد المنازل مثل ندوة العقاد والتى كانت تعقد بمنزله فى مصر الجديدة صباح كل جمعة والتى أوردها العديد من الكتاب كما خلدها الكاتب أنيس منصور فى رائعته ( كانت لنا أيام فى صالون القعاد ) حيث كان يشمل فى مناقشاته كل الأمور التى تهم مصر .
وهناك ندوة أمين للخولى والتى كان يحضرها تلاميذه ومريديه ولا يشترط فى الحضور سوى أن تكون على معرفة ولو بسيطة بأحد الحاضرين وليس أكثر .
أو ربما فى مكان العمل مثل عيادة الدكتور ناجى والتى كانت الندوة تعقد بها مساء يوم الأحد من كل أسبوع .
وربما تنعقد فى إحدى النوادى مثل ندوة الشعر الأسبوعية فى نادى موظفى الحكومة بشارع عماد الدين وكان يقوم فيها العديد من الأدياء وعلى رأسهم شمس الدين .
كمكا كانت تعقد فى دور النشر مثل ندوة الأهرام الليلية والتى كان كان يعقدها أنطون جميل ويكون فيها كامل الشناوى وبعض الشعراء والكتاب . وندوة الرسالة ويحضرها أحمد حسن الزيات وأحمد أمين وزكى نجيب محمود ودرينى خشبة وإبراهيم زكى خورشيد .
ولم تكن تلك الندوات مقصورة على الأدب فقط بل كان منها ما يجمع بين الأدب والسياسة كندوة نشر الثقافة الحديثة ، أو الأدب والأقتصاد والعلوم كندوة دار الأبحاث العلمية .
وكذلك هناك ندوة الشبان المسلمين التى أسسها الدكتور محجوب ثابت ، وندوة الشبان المسيحيين وعلى رأسها سلامة موسى ومنظمها خليل جرجس خليل .
وندوة نادى الممثلين التى تجمع بين أحمد علام وحامد مرسى وحسن البارودى وكثيرين غيرهم .
وهناك ندوات المقاهى مثل ندوة باب الخلق فى كازينو كان يتوسط الميدان هناك ، كما لا ننسى قهوة عبد الله ( وسيكون لها حديث مفصل بعض الشىء) .
بل ووصلت الندوات أنها كانت تعقد على قارعة الطريق مثل ندوة زكى مبارك على الرصيف فى ميدان توفيق ، وندوة الفيشاوى فى رحاب الحرم الحسينى وكان هناك إقبال كبير عليهما .

وتدريجيا اختفت تلك الظاهرة الصحية حتى اتها صارت مجرد لقاءات فردية مثل نادي القصة ورابطة الادب الحديثة وندوة الحكيم الشتوية بالاهرام وندوته الصيفيه فى قهوة قهوة بترو بالأسكندرية والجلسات المتناثرة للأدباء الجدد على مقاعد مقهى ريش وسوق الحميدية وقهوة أسترا ثم سهرة الكاتب الكبير/ نجيب محفوظ والحرافيش
ولكنها كانت فى الغالب مجرد لقاءات فردية بين الأصدقاء أكثر منها ندوات منتظمة .
ومضى الوقت وأضمحلت أكثر ، ومع الإنهيار الثقافى العام فى المجتمع كان التغيير واضحا فى تبدل نشاط الندوات من إرتفاع بالمستوى العام إلى مجرد نشاط روتينى غالبا ما يحضره من لا يهتم ، كما يتم تقديم من لا دراية له بإدارتها أو التناقش فيها ، فما الذى ينقصنا كى نعيد كل مظاهر النهضة تلك من جديد ؟
لقد أخرجت لنا الندوات العديد من المفكرين فى المجالات المختلفة وعلى أكتافها قامت نهضتنا الثقافية بإعتراف كبار الكتاب ، فهل من العسير أن نعيدها ثانية ؟

الأحد، 15 فبراير 2009

أطلب رأيكم


فعلا جميل ان تدافع عن قضيه انت مؤمن بها لكن الاجمل هو ان تجد غيرك قد آمن بها معك او حتى على الاقل يشجعك على استمرارك في النضال من اجلها وردا على ما اردت ان تفهمه من الموضوع والقصه ستجد تفاصيلها على المدونه ولكن سأعيد شرحها اليك انا كنت شغال في المصنع ده وكان صاحبه مصري اسمه محمد ابو اسماعيل صاحب تراست للمنسوجات بالسويس وبعد عام تقريبا من بدايه انشاء المصنع الذي حصل عليه المصري بتخفيضات هائله وامتيازات لا تخطر لاحد على بال قام صاحب المصنع ببيعه لمستثمرين مجهولين الهويه ولكني اؤكد انهم يهود وبمجرد بيع المصنع تم فصل 35 عامل من الاداره الاجنبيه التي تولت . وهي اداره هنديه وركز معي فالاداره غير من اشترى المصنع ! ثم بعد ذلك تم فصل عشرات العمال المصريين واستبدالهم بهنود وبالرغم ان هذه التصفيات كنت انا بعيدا عنها ولم اكن ضمن حسبان الشركه في فصلي الا اني رفضت ان يهان العامل المصري بهذا الشكل وخاصه في ظل غياب وزاره القوى العامله التي رفعت الرايه البيضاء لهؤلاء المستثمرين فقررت ان انشر على المدونه هذه الفضيحه املا في ان اجد حل يضمن حقوق هؤلاء العمال الا ان هذا الامر وصل لهذه الاداره فقاموا بالضغط عليا وطلبوا مني تكذيب ما نشر او حتى على الاقل الاعتزار فرفضت فتم أغرائي بالمال فرفضت ايضا فما كان منهم الا انهم قاموا بفصلي وتم تهديدي باني في حال عدم تقديم الاستقاله بنفسي فلن احصل على اي مستحقات من الشركه ونظرا لاني متزوج وفاتح بيت وجدت ان اسلم الطرق للوصول لاقل ضرر هو التوقيع على الاستقاله التي تعمدوا ان يكتبوها بتاريخ قديم وبالرغم من ذلك الا انهم رفضوا يعطوني مستحقاتي بالكامل فاقسمت بالا اترك هذه القضيه ولن اترك زملائي سواء من تم فصلهم او الذين ينتظرون دورهم في قطع عيشهم وقلت حق بلدي اهم الف مره من حقي وبالرغم ان كل يوم كنت اكتب عن معاناه العمال بالشركه الا انه لم يلتفت احد لهذه المشكله وبالرغم ان مدونتي من اكثر المدونات العربيه قراءه على مستوى العالم العربي لاني دائما ماكنت انشر مواضيع حيه لم تنشر من قبل وكانت جميعها بمستندات فقررت ان الغي كل هذه المواضيع وتحويل المدونه لكشف ممارسات هذه الشركه التي اؤكد للجميع انها خطر على الامن القومي المصري وقمت بحجز موقع خاص وهوwww.elhaqeqa.comلاستمرار العمل عليه وعدم فقد زواري الذين تعودوا على اخباري بالمدونه ولتتأكد من صحه ما قلته عن المدونه المظلومه بمصر والتي اخذت حقها بشكل قوي بين الدول الاخرىفيمكنك رؤيه عداد الزوار وترتيبي في الكسيا ونوع الدول التي تدخل على المدونه فقد وصل ترتيب هذه المدونه الى 600000 على مستوى العالم والمقصود من هذا الكلام ليس التباهي بزوار الموقع وعددهم ... الخ لكن المقصود هو استغرابي بعدم تحرك اي شخص في مصر لمناصفتي أو الوقوف بجوار زملائي العمال سواء من هم داخل المصنع وينتظرون قرار فصلهم يوما بعد يوم و من فصلوا بالفعل ودائما يا اخي لا حياه لمن تنادي وقررت ان افتش عن قصه هذه الشركه من البدايه للنهايه فبعد البحث عن الشركه وطرق بيع المصنع وجدت ان الشركه اتباعت بطريقه فيها تحايل على الدوله وضياع مليارات الجنيهات عليهاونشرت مستندات تثبت ذلك وارسلتها للجهات المختصه الا انه لم يتحرك احد وبحثت عن نشاط الشركه الاصلي فوجدت الكارثه الكبرى الا وهي انهم يتعاملون مع اخطر المواد المدمره للبيئه وللصحه بل ان هناك مواد يتعاملون معها شديده الانفجار ووزاره البيئه نفسها موقعه اتفاقيه دوليه بعدم التعامل مع هذه المواد بمصر وبالرغم من ذلك فقد سمح لهذه الشركه بالموافقه على التعامل مع هذه المواد شديده الانفجار والمواد الاخرى التي تؤثر على الانسان بالسرطان ونشرت هذا الكلام وايضا ولا حياه لمن تنادي وعندما شعرت الشركه بأن هذا الامر بدأ يسمع ويمكن ان يفعل شوشره عليهاوقد يكون هناك من يقف بجواري او حتى يبحث عن نظام هذه الشركه فقامت برفع قضيه ضدي اتهمتني فيها بالسب والقذف ونشر معلومات من شأنها الاضرار بسمعه الشركه ووجدت وقتها الشبكه العربيه للمعلومات وحقوق الانسان وجمعيه مساواه لحقوق الانسان والمركز المصري لحق السكن واخرون يتطوعون في الدفاع عني في هذه القضيه وبالرغم اننا قدمنا للمحكمه ما يثبت رسميا صحه جميع ما نشر بالمدونه الا ان القاضي تم تغييره قبل جلسه النطق بالحكم وكان هذا القاضي هو الذي حضر جميع جلسات المرافعه وجاء قاضي اخر قام بتأجيل القضيه بعد اول جلسه له للنطق بالحكم وبعد خمس مرات مد اجل للنطق بالحكم قام باصدار حكم بتغريمي اثنان وربعون الف جنيه وخمسمئه وبعد صدور الحكم بدأت جهات تلتفت ليا وتسأل هو في ايه؟ فقررت ان اقوم بعمل حمله بين جميع المدونات ضد الشركه لكشف فضائحها وتحويل هذا الامر لرأي عام وخاصه ان هذه رساله لكل مدون يحاول ان يكشف الفساد بمصرورساله للجميع بأن يغلقوا شاشات اجهزه الكومبيوتر والا فسيكون مصير كل من يتكلم كمصير تامر مبروك العبد لله اعتقد ان القصه وصلت الان وأكرر فما اسعى اليه هو حمله بين المدونات المحترمه عن طريق اخذ اي موضوع من المواضيع التي قمت بنشرها ضد الشركه ونقلها كموضوع بالمدونه وان نوحد عنوان البوستب انقذوا بورسعيد من مصنع تراست للكيماويات (ملحوظه ابحث في الارشيف فجميع المستندات التي نشرتها على المدونه صحيحه مائه بالمائه ) اخير اشكرك كل الشكر على هذا الاهتمام واتمنى فعلا ان تساعدني في هذه الحمله وشرح الامر لمدونات اصدقائك خاصه اني قمت بعمل استئناف للقضيه وتحدد جلسه الاستئناف فيوم 17/3/2009 ويمكن بعدها في حال تأكيد الحكمان يتم حبسي وسجني لاني لن استطيع دفع هذا المبلغ اطلاقاخاصه اني مفصول من الشركه منذ اكثر من عام وممنوع ان اعمل في اي مكان ببورسعيد وانا لا اخشى السجن ولكن كل ما اخشاه هوان تموت القضيه ويرعى هؤلاء الفاسدين فسادا في مصر دون حساب لان مصر ملك لنا احنا الشباب وليست ملك لمستعمرين اجانب يأخذوا خيرها ويمصوا دم عمالها ويسبوها خرابه ويمشوا اعتزر للاطاله
تامرمبروك0109140804

الأحد، 8 فبراير 2009

اللغة

اللغة
" مونامى مجاعص .. بعد السلام .. أعرفك يا مون فرير أن الهجين تبعى تربيان .. وفقط عندى جراند زعل من حكم الفرنساوى .. وبيكون بعلمك أنى دوما رايح شان أشوف حال المون ير وأكتب لك ليتر بالإيروبلان .. "
عندما استيقظ يوما وأجد نفسى فى بلد غريب عنى فالوسيلة الأولى لمعرفتها هى اللغة ، فعندما اسمع الناس من حولى يتحدثون باللغة الانجليزية مثلا فأنا اعرف اننى فى أحد الدول الناطقة بها ومن اللهجة يمكننى الاهتداء إليها .
وتوجد وسيلة أخرى أكثر سهولة ، أن أمسك بأحد الجرائد أو الكتب أو لوح الإعلانات أو حتى الأوراق الملقاه فى شوارعها ( إن كان لدى مشكلة فى التحدث ) من حولى وأقرأه ، فاستدل به على هوية المكان الذى تواجدت فيه .
ولكن ما الحال إذا فوجئت بمن حولى يتحدثون بلغة غريبة هى خليط من عدة لغات ، مع طريقة غريبة فى النطق تختلف عن أصل كل تلك اللغات .
وتلك أحد الكوارث الكبرى التى نراها فى مجتمعنا الحاضر وفى أوساط مختلفة وبشكل واسع مما يعطى إنذارا حقيقيا بما آلت إليه الأوضاع من تردى ، فما دامت اللغة جزء من هوية الوطن الذى نعيش فيه ، فكيف نقبل أن نتخلى عنها بكل تلك البساطة ، ربما يمكننى أن أقبل هذا إذا كانت لغتنا بها قصور فى المعانى أو الألفاظ التى تعبر عما بداخلنا ، أوإذا كانت الألفاظ المستبدلة أكثر سهولة فى النطق ، ولكن اللغة العربية بشهادة الكثير من المفكرين والأدباء حول العالم لغة ثرية للغاية وبها الكثير من الكنوز التى تحتاج إلى من يزيل عنها الغبار وأن يستعملها وسيكتشف أنها أسهل كثير .
وأنا هنا لا أتحدث عن اللغة العربية الفصحى التى ربما أستعصى فهمها على الكثيرين ولكن أتحدث عن لغة التخاطب اليومية البسيطة ، فما الضرر فى أن نعود إلى استخدام صباح الخير بدلا good morning ، وفصل بدلا من class ، وهكذا
هذا عن اللغة المنطوقة والتى يدعى البعض أنها تدخل فى نطاق ما يسمى باللغة العامية وهى بالتأكيد لا تمت لذلك بصفة كما أن العامية أو اللغة الدارجة تكون عادة تبسيطا للغة الأصلية مثل قولنا فى الالفاظ المعتادة ( أيوه ) وهى اختزال لقولنا ( أىوالله ) ، وكذلك قولنا (مااعرفشى ) اختزالا لـ ( ما أعرف شىء )
، وهذا الأخير لا غبار عليه فهناك الكثير من الإختلاف بين اللغة الصحيحة وبين اللغة المنطوقة مما يدخل عليها من تحريف اللهجات وسرعة الكلام ومهنة المتكلم وغيرها ، وهو أمر نراه فى كل اللغات ومنذ فجر التاريخ ، بل وكان موجودا أيام العرب الأول .
ولربما قال البعض أنها الثقافة العامة المنتشرة هذه الأيام هى ما أدى إلى ذلك ، وهنا تكون الطامة الكبرى ، فما دمنا نتحدث عن ثقافة غريبة منتشرة فلابد لأصحاب الأقلام من أن تكون لهم وقفة معها ، ولكن ما رأيته أن مثقفينا الأعزاء قد زادوا الهوة اتساعا بما بدأوا بقوله من أن هناك ما يسمى باللغة العامية وهو غير صحيح ، لأن هناك نطق دارج ومعتاد وغير صحيح إلى حد ما للغة الأصلية ، أما أنها لغة مختلفة ويحاول البعض أن يثبت ذلك فهذا غير صحيح بالمرة ، وقد بدأت تلك الموجة منذ بداية القرن الماضى ووصلت لما آل عليه الحال الأن ، وقد حاول الكثيرين خلال القرن الماضى الوقوف ضد هذه الموجة مثل توفيق الحكيم وغيره ، وقد نادى الحكيم بذلك لما رآه سائدا فى عصره من محاولة للهبوط بلغة المسرح إلى اللغة الدارجة ، وقد اعترض البعض عليه بأن اللغة العربية صعبة فى فهمها وفى الكتابة بها ، وقد كان الرد عليهم من الجميع بالأمثلة الحية مثل فرقة الشيخ سلامى حجازى والتى كانت تدور على القرى والنجوع فى بداية القرن العشرين عارضة لمسرحيات باللغة العربية الفصحى على الرغم من أنها كانت فترة احتلال وكانت الفئة المتعلمة لا تكاد تذكر ، فكيف يتردى بنا الحال الأن أن نقول بأن الناس لن تفهم لغتنا .
هل من الصعب أن نكتب بلغتنا التى هى واجهتنا أمام العالم وذكرانا عبر التاريخ ، إنه لمن الصعب على تخيل حالنا بعد قرن من الزمان مثلا وكل جيل يختلق طريقة فى اهدار اللغة وزيادة الأخطاء وتوريثها إلى الأجيال التالية ، وهل تبقى لغتنا أم تندثر مع الزمن ؟
وفى بداية القرن العشرين كتب شفيق المصرى الرسالة المكتوبة أعلاه على أنها سخرية وتحذير من غزو اللغة الفرنسية للبنان ، وقد رأينا ما وصل إليه حالنا الأن فهل ما زال أمامنا الكثير كى ننهض فى وجه الخطر ؟
رحم الله حافظ إبراهيم حين قال :

اللغة العربية تنعى حظه
رَجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ حَصاتي
وَنادَيتُ قَومي فَاحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدْتُ بَناتي
وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسْماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني
وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحِينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَرْبِ عِزّاً وَمَنعَةً
وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً
فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَرْبِ ناعِبٌ
يُنادي بِوَأْدِي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ
بِما تَحتَهُ مِن عَثْرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً
يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ
لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَرْبِ وَالشَرْقُ مُطرِقٌ
حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً
مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسْمَعُ لِلكُتّابِ في مِصْرَ ضَجَّةً
فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ
إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى
لُعَابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً
مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ
بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيْتَ في البِلَى
وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ