عندما كنت صغيرا أصبت بمرض بالجهاز التنفسى وتطورت حالتى نظرا لإنعدام الرعاية فى قرانا فى ذلك الوقت كما أن مستشفى الصدر الخاص بالمركز لم تكن أفضل كثيرا وأخذتنى أمى وسافرت إلى القاهرة فى رحلة لم تكن سهلة بمقاييس ذلك الزمان ولكن حالتى وما كنت أعانيه من آلام جعلتها أمام هذا الخيار الوحيد ، وبفضل الله تعالى نجوت من ما بدا للكثيرين مصيرا محتوما وبقى بعض الأثر فى صدرى زال الكثير منه مع الأيام وممارسة الرياضة ، ومع نموى كانت مستشفى أبو الريش رمزا لكل أمل فى شفاء أبنا لجيران والأقارب والملجأ الأول لكل من حولى والكلمة الأولى التى تترد عند وجود أى مرض للأطفال سواء من داخل القاهرة الكبرى أو المحافظات الأخرى .
ولكن لنتكلم بالمنطق هل تعتمد الستشفى على ميزانية لا نهائية ومقدرات مالية بلا حدود ؟ بالعكس اإهتمام بها لا يذكر والعشوائية أصبحت تنخر فيها نتيجة عدم وجود إمكانيات لإستقبال الحالات مما حد بالبعض بالتنبوء بانهيارها وإغلاق أبوابها بعد سنوات طويلة مكن العطاء بعد أن أصبحت لا تستطيع أن تمد يدها بالمساعدة بعد الآن للإطفال على اختلاف أمراضهم وآلامهم وقد تحدث عن هذا الكثيرين منهم على سبيل المثال هنـــا و هنـــــا و هنـــــــا وغيرها الكثير والكثير .
وليتخيل أحدنا ابنه ( وأنا أتحدث هنا عن الطبقة البسيطة التى لا تستطيع أن تشترى الدواء بعد أن تذهب إلى طبيب خاص ) أو أخيه أو حتى ابن جاره يصرخ ألما ويذهب إلى المستشفى ليجد أبوابه قد أغلقت فى وجهه مذهبة آخر أماله فى العلاج . فما الحل ؟
الحل فى رأيي أن نتوقف عن مصمصة الشفاه والتظاهر بالحزن على حال من حولنا وليبادر كل منا بما يستطيعه ، والكل لا زال يذكر حملة اتبرع ولو بجنيه والتى أدت إلى صرح نعرفه جميعا وهو مستشفى 57357 ، وليكن ذلك دليلا على أن الخير ولو كان بسيطا لا يذهب أثره ولكن عندما يجتمع كل ما نقوم به جميعا من خير ينتج شيئا نافعا للمجتمع ، وليبادر كل منا ويقدم ما يقدر عليه وبأى وسيلة كانت فى سبيل إحياء هذا الأمل الهام فى قلوب الكثيرين من طبقات المجتمع المختلفة فى وجود علاج .